أطلقوا سراح الطلبة وسجناء الرأي والنضال التقدّمي فسجونكم لن تزيدهم إلا صمودا
أطلقوا سراح الطلبة وسجناء الرأي والنضال التقدّمي فسجونكم لن تزيدهم إلا صمودا
يمثل اليوم السبت 17 أفريل 2010 أمام محكمة الإستئناف بتونس ثلّة من خيرة شبابنا مناضلي الحركة الطلابية والإتحاد العام لطلبة تونس فيما عرف بقضية منوبة على خلفية مشاركتهم في انجاز اعتصام بالمبيت الجامعي البساتين منوبة للدفاع عن المطالب المادية والمعنوية للطلاب وذلك ضمن إطار نشاطهم الطلابي النقابي وثوابت الحركة الطلابية.
وجدير بالتذكير أنّ السلطة التي ضاقت ذرع بنشاط الطلاب وبكلّ التحرّكات الميدانية النضالية وخاصة في السنوات القليلة الماضية بعد أن تضاءلت حظوظ نجاح محاولاتها في اختراق تلك الحركات وبعد أن ضعفت تأثيرات العناصر المندسّة التي راهنت عليها في السابق لاحتواءها وتدجينها من الداخل, أصبحت تخشى أيّ تحرّك جماهيري لتحسّبها من إمكانية تطوّره وتوسّعه مثلما حصل عندما اندلعت انتفاضة الحوض المنجمي حيث عجزت السلطة عن إخمادها وأجبرت وهي ترتعد أمام حركة الجماهير المنتفضة على إغراقها في حمام الدم وزجت بالعشرات من مناضليها في السجون وأصدر قضائها المسخّر ضدّهم أحكاما ثقيلة وقاسية, وسط مناخ ترهيبي من أهمّ تجلّياته ضرب حصار بوليسي ثمّ عسكريّ محكم على الأهالي أغلقت فيه المنطقة لمدّة زمنية طويلة ومازالت بعض ملامحه متواصلة إلى حدود اليوم.
وقد التجأت السلطة, مسلّحة بدروس الحوض المنجمي و"الإنفلاتات" الجماهيرية العارمة التي رافقت تلك الحركة النضالية الشعبية, إلى اعتماد سياسة القمع السافر أكثر فأكثر وتصليب مواقفها تجاه النضالات المختلفة, الإجتماعية والحقوقية, ومن ضمنها نضالات الطلاب المشروعة النقابية والسياسية.
وقد كرّست ذلك بإحكام قبضتها على الطلبة والفضاء الجامعي والحركة الطلابية, وتعاملت مع مطالبهم المادية وحقوقهم التاريخية المكتسبة (عبر تضحيات جسام لأجيال متعاقبة فرضت النشاط النقابي والسياسي داخل أسوار الجامعة التونسية) بالمحاصرة والتدجين والقمع والاعتقال وفبركة القضايا والزج بعدد كبير من الناشطين منهم في السجون وأصدرت ضدّهم أحكاما قاسية وظالمة وصلت عند البعض لأكثر من ثلاث سنوات سجنا.
وبالرغم من ذلك المناخ القمعي, واصل الطلبة تحرّكاتهم ونضالاتهم بثبات. وعقدوا التظاهرات لفضح تلك السياسة المتبعة من قبل السلطة ووقفوا بقوّة في وجه تلك المحاكمات وندّدوا بمصادرة حقوقهم في النشاط السياسي والنقابي.
وقد كان حضورهم النضالي يوم السبت 10 أفريل 2010 ملفتا للإنتباه سواءا كان من الناحية الكمية أو النوعية فتواجدوا بكثافة من أجل متابعة مصير زملائهم الماثلين أمام المحكمة في جلسة الإستئناف.
إلاّ أنّ السلطة المرتبكة والتي جنّدت عديد الفرق من البوليس السياسي وأجهزتها القمعية المختلفة أقدمت على التدخل بعنف شديد والإعتداء على العديد منهم.
وقد رفع الطلبة أمام المحكمة شعارات تضامن مع زملائهم المساجين ندّدوا من خلالها بسياسات النظام القمعية وبتنظيم المحاكمات الصورية وبضرب الحقوق الأولية لحرية النشاط النقابي والسياسي بالجامعة التونسية.
وقد احتج الطلبة عن تلك الإعتداءات برفع الشعارات وترديد الأناشيد وتنظيم اجتماعات عامة عبّروا من خلالها عن سخطهم واستنكارهم للحملة الشرسة التي تشنها السلطة ضدّ مناضلي الحركة, تلك الهجمة القمعية التي تندرج ضمن السياسة العامة الديكتاتورية للنظام العميل الذي يقوم بخنق جميع أصوات الحرية وكلّ المنظمات المستقلّة والحركات الجماهيرية.
- كلّ الدعم والمساندة لسجناء النظام المستبدّ, سجناء الرأي والنضال التقدّمي والديمقراطي ومناضلي الحركة الطلابية.
- الخزي والعار للجلاد وكلّ من يسير في ركابه, والذين يعملون لتجميل وجهه الذميم وأولئك الساكتين عن القمع.
- الحرية للطلبة المساجين ولكلّ مساجين الرأي والنضال التقدّمي.
- أطلقوا سراح الطلبة فسجونكم لن تزيدهم إلا صمودا ولن تثنيهم أبدا عن مواصلة درب النضال الوعرة.
- أطلقوا سراح حسن بنعبدالله مناضل الحوض المنجمي.
- أطلقوا سراح الصحفي توفيق بن بريك الذي يقبع في السجن بتهمة مفبركة عارية عن الصحّة.
- أغلقوا ملف الصحفي الفاهم بوكوس المحكوم بـ 4 سنوات سجن في قضية التغطية الإعلامية لتحرّكات الحوض المنجمي وملف السيد محيي الدين شربيب منسق لجنة باريس لمساندة أهالي الحوض المنجمي المحكوم غيابيا في قضية الحوض المنجمي.
- أطلقوا سراح سجناء تحرّكات الصخيرة.
17 أفريل 2010
الفضاء النقابي الديمقراطي "ضدّ التجريد"