Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
بلوغ رشاد العرفاوي

الزميل بسام بونني في حديث الجمعة

29 Mai 2009 , Rédigé par Rached Arfaoui Publié dans #النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين

linkالزميل بسام بونني في حديث الجمعة

حديث الجمعة


مازالت العواصف تهزّ أركان نقابة الصحفيين وأركان بيتي. فقد سئمت زوجتي حديثي ليلا نهارا عن النقابة وأحوالها. لكن ماذا نفعل نحن معشر الصحفيين ؟ إننا نمتهن مهنة تؤثر في أبسط تفاصيل حياتنا الشخصية. فأستاذ الرياضيات لن يطلب من زوجته حلّ معادلة والطبيب لن يعرض على رفيقة حياته تشخيصا لكي تجد له دواء. أما نحن، فلا نمانع من أن تكون زوجاتنا أول من يقرأ مقالاتنا أو أن يجُدن علينا بأفكارهن وآرائهن.

اعذروني عن هذا القوس الذي أغلقه هنا.

رغم ضجر شريكتي في السراء والضراء من قضية النقابة، أقسمتُ أن أخوض مجددا في الموضوع، ليس تشفيا فيها بل لتناول مسألة قد نكون قلّلنا من أهميتها، بينما هي أمّ المسائل في مثل هذه الظروف.

تحدثنا، صحفيين وسياسيين ومواطنين، بإطناب عن النقابة والصحفيين والتجاذبات التي أثرت في الآونة الأخيرة في هذا المكسب، وطالعنا تحاليل ومقالات شتم وسبّ وقذف، لكن نسينا أن نتحدّث عن الصحفيين أنفسهم وبالذات عن طبقة بعينها.

نسينا أن هناك في تونس عشرات الزملاء الذين يعانون الأمرّين من ظروف قاسية، ينتظرون علاوة أو تسوية وضعية قد تأتي و قد لا تأتي.

نسينا أنّ هذه الطبقة من الصحفيين لا تُذكر إلا مع اقتراب المواعيد الانتخابية أو تجديد الانخراط وما سيدرّه على النقابة أو صندوق التآزر من أموال.

نسينا أنّ في ركن من أركان المشهد الإعلامي التونسي المظلم من امتهن أكثر من مهنة لكي يسدّ رمقه ورمق عائلته إن استطاع للزواج سبيلا.

نسينا أن هؤلاء هم العمود الفقري للصحافة التونسي.

نسينا أنّ في خضمّ الحسابات الضيقة لا أحد يتكلّم باسمهم وإن حاول أحدهم فما من منصت.

نسينا الضغوط التي تمارس على الزملاء من ذوي الوضعيات الهشة لكي يلعبوا دورا لصالح هذا الطرف أو ذاك.

فللأسف، وبدون أيّ مبرّر، أصرّت وزارة الاتصال على ربط تسوية وضعية الزملاء في مؤسستي الإذاعة والتلفزة التونسية بإمضاء المعنيين على عريضة سحب الثقة من المكتب التنفيذي للنقابة الذي تشكّل بعد انتخابات شفافة ونزيهة، ليصبحوا بذلك بين خيارين لا ثالث لهما : إمّأ العيش أو الكرامة ؟ وما أصعب الاختيار بينهما.

أقول بلا مبرّر لأنّ الوزير نفسه أعلن تسوية قريبة ل200 زميل في إطار مبادرة رئاسية. والآن أصبح بعض "المعارضين الصادقين"، على رأي موقع بالمكشوف "الأمني"، يحملون نقيب الصحفيين بالحيلولة دون أن ترى التسوية النور. فهل يعني ذلك أنّ ناجي البغوري أصبح أقوى من رئيس البلاد ؟؟؟

ثمّ ما دخل النقابة أصلا إذا كانت جميع الأطراف لا تعترف بها كشريك في أي مفاوضات اجتماعية ؟

هذه مهاترات يجب الكفّ عنها. فقد أكون أبلها، لكن ليس إلى درجة استيعاب مثل هذه المغالطات.

ولكي لا أبتعد كثيرا عن الموضوع الرئيسي وهو مصلحة طبقة الصحفيين المنكوبين – وهو وصف لا يرقى إلى حجم الكارثة التي تحلّ بهم -، لنكن واضحين : رئاسة النقابة ليست ملاكا ولا شيطانا وأهم ما تكتسبه هو الشرعية وما أدراك ! هناك تحفظات على مردودها لكن كلّ ذلك يجب أن يتمّ النظر فيه، في إطار قانون النقابة لا في إطار قانون الغاب الذي تمليه الحسابات الضيقة والتكالب على الكراسي الشاغرة. وحتى إن أمضى البعض قسرا على عريضة سحب الثقة وحتى إن تمّ حلّ مكتب النقابة – وهذا غير مستبعد – فإنهم يعرفون حقّ المعرفة الشرفاء من "الشرفاء".

أبمجرّد أن تزعم القيام "بفتوحات صحفية" أو الكتابة بأكثر من لغة "عالمية" يستطيع المرء إخفاء ما اقترفه من كوارث حقيقية ؟

أقول قولي هذا وأعدكم وزوجتي بعدم الخوض في قضية النقابة، إلاّ لو ... يعني سأعود !

29 ماي 2009

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article