Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
بلوغ رشاد العرفاوي

لنا الحرية و لكم الفناء - أعدي لي الأرض كي أستريح فأني أحبك حتى التعب بهذه افتتح مرسال خليفة صلاة التخليد و الع

30 Juillet 2009 , Rédigé par Rached Arfaoui Publié dans #الشعر والثقافة

لنا الحرية و لكم الفناء - أعدي لي الأرض كي أستريح فأني أحبك حتى التعب

بهذه افتتح مرسال خليفة صلاة التخليد و العرفان على روح محمود درويش..صلاة أم فيها آلاف الجماهير المتعطشة لأغاني الحرية..جماهير اختنقت في مناخ القمع و الحصار و الرداءة العامة...لن أتحدث عن الحفل و لا عن مرسال ,أميمة و الأخوين"المهبولين"خليفة أو بقية اعضاء الفرقة فحديثي سيكون قاصرا عن وصف هالة الابداع التي خيمت على المسرح الروماني الموجود بالحي الرآسي ليلة السابع و العشرين-الثامن و العشرين من شهر جويلية 2009 ونسائم الحرية التي رقصت مع المقهورين على وقع ترانيم الهوى..

ما يجب أن يعرفه الناس و خاصة من حضر الحفل,أن هنالك من وقع منعه من الدخول و هنالك من حاولوا منعه؟؟؟؟؟من منع من؟لماذا يمنعون البعض من حضور هكذا حفل؟ أسئلة قد تبدو غريبة عن البعض لكننا لانستغربها,لا نستغربها لأننا تعرضنا لكل أشكال المنع و من أبسط الأشياء و الحقوق,لن نتحدث عن المشاركة السياسية و لا عن الانتخاب أو التظاهر أو غيرها من الحقوق التي تقيم الحجة على وجود المواطنة,بل أبسط من ذلك بكثير منعنا من دخول كلياتنا و نحن طلبة, منعنا من التجول في الشوارع العمومية ,منعنا من ممارسة فرحتنا في بلد الفرح الدائم, منعنا من التنقل بين مدننا و قرانا, منعنا من الترافع والدفاع عن المظلومين من أبناء شعبنا السليب,منعنا من الكلام كيفما ومتى عن لنا ذلك,منعنا من الحب,منعنا من الحزن...يريدون أن يحولوا حياتنا العادية كبشر الى عادة سرية..لاتستغربوا منعنا أو محاولة منعنا من حضور حفل مرسال من طرف جهاز الأمن السياسي/ركيزة نظام القمع و الا ستبداد في تونس و حامي عصابات النهب و الفساد,لأننا مطاردون منذ أمد بعيد, وهم لايطاردون أجسادنا فحسب بل يطاردون عقولا يريدونها أن تتوقف عن التفكير يطاردون ضمائر غير قابلة للشراء أو للموت, يطاردون حلما جميلا كبيرا عظيما لا حدود له: أن نبني و طنا في صباح جديد، وطن يتسع لشعبه و يضيق بجلاديه، وطن يحفل بأحراره و يلغي سماسرته..لن نبقى مطاردين الى ما لا نهاية لأننا لانهرب بل نواجه و نتحدى و نضحي و هو التزام أزلي تجاه شعبنا و شهدائنا..لن يقبضوا على عقولنا و لن يعتقلوا أحلامنا لأنها أرفع من قاماتهم و أعتى من تجهيزاتهم بل انها ستحاصرهم و تفضحهم..

لنا الأغاني و الأناشيد الجميلة و لكم ضجيج الشوارع الخانقة..لنا التاريخ و لكم العار..لنا التعب اللذيذ و لكم راحة الأموات..لنا البلاد بأرضها و بحرها و سمائها ولكم مرابض العسس الضيقة..لنا الحرية التي لنا و لكم ما لا تملكون لكم الفناء..

 
Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article