تعقيب حول تعليق ربيعة مسك الليل** على مقال* معز الباي "نيران صديقة"

تعقيب حول تعليق ربيعة مسك الليل** على مقال* معز الباي "نيران صديقة"
نعم الترهيب والقمع واستعراض القوة والترغيب وشراء الضمائر واستشراء الفساد والمغالطة ونشر ثقافة الإسترزاق والتزلف والربح السريع والربح دون مجهود وغيرها من الأساليب التي تعتمدها السلطة ومختلف القوى الرجعية وأذنابها لتلجيم الأفواه عامة وهنا في قضية الحال القضاة كذلك, حيث تعمد تلك القوى إلى شلّ نضالات العديد من الشرائح الإجتماعية المضطهدة التي ما تكاد تتململ على أوضاعها المزرية وتضع اللبنات الأولية لاستنهاض الهمم للدفاع عن مصالحها الحيوية وعن الكرامة حتى تتحرّك الآلات الضخمة للسلطة والقوى المضادة وتلك التي تدور في فلكها لوأد أي إمكانية للتحرك وإجهاض النضال في مهده وإفشال محاولات زحزحة الواقع وتغييره حتى وإن كان ذلك التغيير طفيفا وجزئيا. فالمحافظة على الأوضاع القائمة وإعادة إنتاج القمع وثقافته والتخلف هي مهام أساسية لدى الرجعيين لضمان تواصل هيمنتهم الطبقية.
إنّنا بهذه المناسبة نجدّد مساندتنا للقضاة الشرعيين والمستقلين ونشدّ على أياديهم أولائك الذين بدأوا في شق طريقهم الوعرة رغم كلّ المحن المناضلة كلثوم كنو الكاتب العام لجمعية القضاة التونسيين وزملاءها, وقضيتهم ليست إلا جزءا من قضية شعبنا التواق للحرية والإنعتاق والكرامة.
فقائمة القوى والجمعيات والحركات التي طالتها أيادي السلطة وأذنابها متعدّدة وتتوسع كلّ يوم إذ بالإضافة لجمعية القضاة التي وقع عليها الإنقلاب ويتواصل عقاب ومحاصرة عناصر قيادتها الشرعية إلى اليوم, نجد أيضا النقابة الوطنية للصحافيين التي تعاني من انقلاب على الشرعية ومطاردة للأصوات الحرة داخلها..., كما تقوم السلطة بمحاصرة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الممنوعة من عقد مؤتمرها وكذلك الإتحاد العام لطلبة تونس ومناضليه الذي يقبع العديد منهم في السجون ويعاني من الحصار, ويرزح الشباب العاطل عن العمل في البطالة المزمنة وتلقى حركاته النضالية الإزدراء من السلط وتواجه في عديد الأوقات بالتصلب والتهميش والقمع السافر والمحاكمات والسجون (انظر انتفاضة الحوض المنجمي, تحرّكات الصخيرة في مفتتح شهر فيفري 2010 والتي جوبهت بالقمع والإحتفاض بـ 4 موقوفين ستقع محاكمتهم يوم 22 فيفري الجاري...).
كما يعيش العمل النقابي العمالي في تونس أيضا حالة من التدجين في وضع يتسم بمحاصرة مزدوجة بين مطرقة النظام وسندان بيروقراطية اتحاد الشغل المتواطئة معه في تمرير اتفاقات خيانية كالتأمين على المرض وهي تستعدّ الآن لفتح ملف التقاعد باتجاه مزيد من ضرب المكاسب, وقد قامت بتزكية مرشح السلطة في الإنتخابات التي جرت في أكتوبر 2009 وعسفتبذلك بأبسط مقوّمات استقلالية المنظمة, وهو تضييق الخناق أيضا على النقابيين وعلى العمال المهدّدين بالطرد و"التسريح" والتضييق على حق التعبير صلب المنظمة واللجوء إلى تجريد النقابيين وإقصائهم بمختلف الطرق بما في ذلك إهانتهم وتعنيفهم وتنصيب الأتباع, وهي تمهّد من ناحية لتغيير قوانين المنظمة باتجاه التوريث والتمديد وضرب الديمقراطية أكثر ومن جهة أخرى تساعد على ضربهم من طرف السلطة, كما تعمل جاهدة من خلال تدخلات بيروقراطية لتمييع النضالات ومنعها من التوسع وخذلان الجماهير عند النضال والتخلي عن مناضليها المضطهدين...
هي إذن أدوار متقاسمة بين العديد من الأطراف تعتمد آليات عديدة ومتداخلة ومعقّدة تتطلب التفكيك واتخاذ اجراءات عملية لإفشال مساعيها التخريبية في مختلف الحركات والجمعيات حسب ما يتاح للمناضلين هنا وهناك من امكانات وخبرة وقوى. إنّ المعركة طويلة وعسيرة وقاسية تتطلب التضحية والصبر والثبات والمراكمة التاريخية...
لنسر على درب تشبيك قضايانا وبناء وحدة ميدانية بين كلّ الذين يتضرّروا من الأوضاع القائمة, وحدة تقوى وتتوسع كلّ يوم مع توسع القمع والإستغلال والإضطهاد والتفسخ, وتترسخ بتوسع دائرة النضال, تزرع الأمل وتمدّ يد المساعدة لجميع الذين يحلمون ويناضلون من أجل غد أفضل.
* رابط المقال :
http://www.facebook.com/notes.php?subj=1700512841#!/notes/moez-elbey/nyrn-dyq/308746867908
** تعليق ربيعة مسك الليل :
"مع الأسف الترهيب والترغيب والمغالطة كلها وسائل تستعملها السلطة لتلجيم افواه القضاة"
الفضاء النقابي الديمقراطي "ضدّ التجريد"
الرابط : http://fr.groups.yahoo.com/group/contre_tajrid